رغم الترحاب الكبير والمنقطع النظير من جميع الاقارب والمعارف للوافد الجديد، إلا أني وجدت نفسي مدينا له بالاعتذار لإني كنت السبب المباشر لوصوله لعالمنا المجنون على هذا الكوكب.
اعتذرت له لاني تسببت بوصوله إلى عالم متقلب ومتغير سيضعه في تحديات مستمرة بلا توقف حتى يحين موعد الرحيل.
عالم لا يوجد فيه ضمانات حقيقية ولا يمكن التنبؤء فيه بماذا يمكن أن يأتي به الغد. مليء بالظلم والتناقضات والحروب والآلام.
أعتذرت له لاني لا أستطيع أن أعده بحياة سعيدة ولا آمنة أو مطمئنة.
أخبرته بأن الحياة رحلة سمتها الكفاح، وزادها العلم، كما أن الإيمان هو بوصلتها.
أخبرته أيضا أن لهذه الرحلة - رغم شقائها - متعة خاصة لا يدركها إلا من عرف الطريق وأدرك الغاية. وأخبرته بإن جميع العظماء لم يكونوا إلا تائهين إلا أنهم أجادوا في البحث عن الطريق وبعد أن أدركوا الغاية.
أسمعته الآذان ووعدته أن أكون له عونا في رحلته ما أحياني الله.
رجوته أن يكمل طريقا لم أختره لنفسي ولكن اختارتني له الاقدار. ولكن القرار يعود له في نهاية المطاف، فلكل منا حياته وله الحق أن يحياها وفق مايرى.
طلبت منه السماح وأسميته أكرم عسى أن يكرمنا الله برحمته بعدما أكرمنا بفضله وكرمه، عسى الله أن يبعث له ولكافة الأطفال وخاصة السوريين منهم أياما أفضل من أيامنا هذه.
١٠ كانون أول ٢٠١٤
https://www.facebook.com/ghiath.bilal/posts/793091520728628