Select your language

logo16

سؤال وصلني على الخاص:
هل من الممكن التفريق بين جرائم حزب الله في سوريا أو مشاركته في الحرب السورية و بين إنجازات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي هل هي العملة الواحدة لوجهين أم أن بالفعل مشاركته في الحرب السورية للحفاظ على جسر الدعم اللوجستي بين إيران و اللبنان ...؟
الجواب:

الانصاف يقتضي التمييز والتفريق. العقل والفهم السليم يقتضي وضع كل حدث في سياقه. أي عدم الحكم على الحدث وإنما على ما خلف الحدث. لفهم الواقع لا بد من فهم التاريخ. حزب الله تم إنشاءه في الجنوب كي يكون الذراع العسكري لإيران. رواده كانوا من الشيعة المهمشين والملتزمين مقارنة بحركة أمل. 
الحزب يقوم على الدعوة الدينية التي تحرك أتباعه وتضمن له القدرة على التحشيد واستمرار المدد. على مستوى القيادة فهو يتبع السياسة الايرانية وهذا أمر معروف وصرح به حسن نصر الله "سنكون حيث يطلب منا أن نكون". إذا اقتضت مصالح ايران قصف اسرائيل أو الصلح معها أو قصف السوريين أو قصف طرابلس فسيفعل.
بالنسبة للأتباع فهم يطيعون الائمة الذين يمهدون لظهور المهدي. بالنسبة للقادة فهم ينفذون دور وظيفي في إطار منظومة سياسية تنسجم مع معتقداتهم.
وبالتالي:
هل هناك مؤامرة أو تمثيلية كما يقول السوريون؟ لا. لا أعتقد. الموضوع تقاطع مصالح أو تضارب مصالح حسب الحال والظرف.
هل هناك عداء حقيقي بين حزب الله واسرائيل؟ نعم. ولكن العداء يتحول إلى فعل عدائي (حرب) أو يبقى في إطار السياسة والديبلوماسية حسب ما تقتضيه المصلحة في سياق الصورة الاكبر. أي أن اسرائيل لن تهاجم حزب الله بشكل عنيف يؤدي به إلى سحب قواته من سوريا، لإن ذلك سيعني تدعيم لقوة الثوار وكذلك تقوية النصرة في سوريا. أي من حيث النتيجة سيعني تحويل الخطر الملموس والذي يمكن قياسه والتحكم بأفعاله (حزب الله) إلى أخطار مجهولة ولا يمكن حاليا التوقع بماهية تطورها على وجه الدقة (تطور الحال في سوريا). وبالتالي فإن اسرائيل لن تقضي على حزب الله لإنه يخدم مصلحتها على المدى القريب والمتوسط. ولكن هذا لا يعني وجود مؤامرة أو تمثيلية أو اتفاق تحت الطاولة.

يمكنك مراجعة المقال التالي لو أحببتت: طبيعة العلاقة بين حزب الله واسرائيل