قال جرير في ذم وهجاء خصومه (بنو تيم)

           وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ              وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ

أي أن الناس تقرر في الشؤون الهامة في غيابهم، وإذا حضروا فلا يسألون عن رأيهم. ولو أنه رأى اجتماع فيينا لقام بتعديل شعره كما يلي:
           وَيُقْضى َ في شأن تيم حينَ تَغيبُ تَيْمٌ       وَلا يُسْتَأمَرُونَ بشأنهم وَهُمْ شُهُودُ

ومع ذلك يتوجب الاعتراف أن هذا المستوى من الاهانة والاستخفاف بنا كسوريين الذي وصلنا له ليس نتيجة مؤامرة بقدر ما هو نتيجة عدم إدراك النخب السورية المتصدرة لقيادة المرحلة لطبيعة العمل السياسي على المستوى الدولي ولعدم االسعي لامتلاك أدوات التأثير. 
فهذه النخب إما فاقدة القدرة على تقديم أية قيمة مضافة في حال تمت دعوتها للقاء في فيينا أو ان خطابها يعد غير مقبول من أغلب المجتمعين هناك وهي بشكل أو بآخر جزء من المشكلة. 
للأسف الشديد لا يوجد حتى الآن مشروع وطني منظم وقادر على استقطاب الطاقات الغير مؤدلجة والغير منخرطة في الاستقطابات الموجودة على الساحة. وهذا هو السبب الحقيقي لغياب السوريين عن اجتماع فيينا.