Select your language

logo16

الثورة لا تنتهي مع وصول شخص أو حزب أو جماعة إلى السلطة أو خروجهم منها. فالإنقلابات وثورات القصور حيث تنتقل السلطة من شخص إلى آخر أو ربما من عائلة أو مجموعة لأخرى لا تصنع إلا تغييرات محدودة, غالبا ما تكون محصورة في أفراد الحكومة وربما في شكلها, ولكنها لن تؤدي إلى تغيير جوهري في النظام الذي أنتج الإستبداد وأشعل الثورات, بل ستعمل على إعادة إنتاجه بأشكال أكثر قبولا.

المعيار الحقيقي لنجاح الثورات, وكذلك الضمان الوحيد لمستقبل أفضل لأولادنا او أحفادنا هو أن يعيشوا في ظل نظام سياسي وإجتماعي يحفظ لهم حريتهم وكرامتهم ويؤمن لهم تكافؤ الفرص في بلدهم.

غير ذلك من الضمانات لا قيمة لها في عالمنا اليوم, حيث يذوب الأفراد في المؤسسات, وتتحول المجتمعات إلى خلايا منظمة تعمل وفق آليات وديناميكيات معقدة تسمح بتأطير كفاءاتها بما يوجه تدافعها وتنافسها كي يصب في خدمة المجتمع.
.
.
من مقال الثورات العربية بين التحرر والحرية