الثورات العميقة التي غيرت مجرى التاريخ عبر تغيير طريقة تعاطي الانسان مع الواقع وتغيير مفاهيمه ومنظومته القيمية كانت دائما مختلطة بالحروب وممتدة لسنوات طويلة ومتمظهرة على هيئة موجات متتالية، لإنها تعمل على تغيير توازنات قوى وسلطة وسيطرة مستقرة.
لذلك لا يمكن الحديث في هذا السياق عن نجاح أو فشل للثورة السورية حيث أنها لم تنتهي أولا، وثانيا فإن التغيير الذي أحدثته وستحدثه لم يأخذ أبعاده النهائية حتى الآن.
ولكن سيبقى الحديث عن آذار ٢٠١١ على أنه نهاية لمرحلة استمرت أكثر من ٧٠ عاما وبداية لمرحلة جديدة. وسيبقى الحديث عن ثورة متروكة لشعب مقهور، صنعها المغمورون والمستضعفون، وركبها أنصاف السياسيون وأصحاب المناهج والايدولوجيات المتهورون.
ولازالت مستمرة وإن تنوعت واختلفت أشكال تمظهرها. يكفيها أنها لازالت عصية على الاستئصال في بيئة اقليمية ودولية لا تسعى إلا لوئدها.
لابد من الامل مع الصبر فالمشوار للأسف لا زال طويلا.
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال