- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
الحرية و المساواة في الفلسفة الأوروبية هي أحد منتجات المدنية الحديثة. أي أن الناس ليسوا متساويين نتيجة توزعهم الطبقي في المجتمع ولكن الدولة المدنية ساوت بينهم كمواطنين أمام القانون لإنهم مواطنين فيها وليس لإنهم ولدوا أحرار متساويين. ومن هنا تسمى عقوبة الحبس في القضاء الألماني بعقوبة حبس الحرية. أي الحرية التي نالها كمواطن وخسرها كمواطن سيء السلوك. أي أن الناس لم تلدهم أمهاتهم أحرارا وهنا يكمن أحد الفروق في الفلسفة رغم التشابه الظاهري في التطبيق. يمكن قياس حق الحياة وحق الكرامة وغيرها من الحقوق على ذلك.
في هذا السياق يمكن فهم ممارسات داعش للدولة والسلطة على أنه الناتج التطبيقي العملي لإسقاط الفكر المتطرف على النموذج الحداثي للسلطة والدولة الحداثية....
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
ليس هناك أصعب من العجز..ليس هناك أصعب من أن يستعين بك أخ لك فلا تستطيع أن تعينه, أن يطلب أبنك نجدتك وهو يغرق فلا تستطيع إنقاذه, أن تطلب منك زوجتك حمايتك فلا تملك لها نفعا ولا عونا..أن ترى بلدك يحترق ولا تملك التأثير الحقيقي... ليس هنالك أصعب من أن ترى الأطفال تحت الحصار يموتون جوعا وأنت عاجزعن مساعدتهم...ليس هناك أصعب من أن تنتظر خبر سقوط المدن في يد النظام وإستسلامها جراء الجوع بعد أن صمدت شهورا في الحرب... وأنت لا تملك إلا أن تتفرج من بعيد...ليس هنالك أصعب من أن ترى أهلك يموتون والناس تحتفل بأعياد الميلاد...اللهم إني نعوذ بك من العجز والكسل وقلة التدبير..لم أدرك معنى هذا الدعاء إلا هذه الأيام..
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
عندما يشب حريق في البيت, ويدعوك أحدهم للصلاة والدعاء, ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة عدو لا صديق, لإن الإهتمام بغير إطفاء الحريق والإنصراف عنه إلى عمل آخر مهما كان مقدسا هو عمل خاطئ يدل على سقامة الفهم وخلل التفكير.
يصلني كل يوم عبر الواتس آب و عبر الفيسبوك رسائل تدعو لقراءة سور محددة من القرآن أو ترديد أدعية معينة أو دعوة للصيام وغيرها من الطاعات التي لا لبس في فضلها. ولكن عندما أفكر قليلا بمغزى هذه الرسائل ومشاعر من يلبيها ويشعر بنفسه أنه قد أدى ماعليه وضميره مرتاح. الأدعية و صيام الأيام و غيرها من النشاطات الحميدة لم تشبع طفلا في سوريا و لم تقي عائلة برد الشتاء و لم تخدم القضية بشكل عملي في شيء..
الإهتمام بغير إطفاء الحريق والإنصراف عنه إلى عمل آخر مهما كان مقدسا هو عمل خاطئ وخاصة إن كان لا ينتج مردودا عمليا...
من يرغب بتعبد الله بالدعاء والصلاة لا مانع من ذلك بعد أن يتعبده بمساعدة عملية ململوسة للناس في سوريا. ليدع بعد أن يقوم بعمل عملي مفيد. أما الدعاء بدون عمل فهو أشبه بالركون لأحلام اليقظة..
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
الفوضى هي مكون رئيسي في قلب أي نظام نعمل على صنعه أو نجد أنفسنا في داخله. أي هزة لهذا النظام ستعمل على زيادة محتوى الفوضىى فيه. وعند زيادة مستويات الضغط فوق عتبة محددة سينتقل النظام من حالة الإستقرار (القلق) إلى حالة الفوضى قبل أن يصل لحالة أخرى متوازنة وهذا مايسمى بنقطة التحول (التغيير بإتجاه واحد). هذه الحالة الأخرى لن تكون بالضرورة حالة توازن مستقر. ففي النظم الإنسانية لا يوجد إستقرار كامل ولا يوجد إستقرار مستمر حتى اللانهاية. عملية السيطرة والهيمنة على عملية التحول في الأنظمة الكبيرة تكاد تكون مستحيلة لإنعدام القدرة على حصر جميع الفواعل وإنعدام القدرة على التحكم بهم. كما أن إمكانية التنبأ بحدوث التحول محدودة للغاية لكثرة المجاهيل وعدم توفر النظرية الكاملة.
هذا ماتقوله الرياضيات. يعني بالنتيجة الفوضى هي جزء من كل عملية تغيير, كما أن الفواعل الأكثر تأثيرا والأكثر قدرة هي من تحدد شكل الحالة الجديدة. الله يفرج عن هالبلد وينقلها لحال أفضل..
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
الأخ الغالي ورفيق الثورة محمد سعيد..(عمار طباخو)
طلب مني أن أساعده في تأمين أكياس دم لدوما لمعالجة جرحى المظاهرات حيث أن النظام لم يترك أكياس دم في المشافي. كان ذلك قبل أكثر من عامين حين تعرفنا على بعض.
عملنا بعدها معا في الهيئة العامة وفي العمل الإغاثي والتنسيق الإعلامي وإيصال الأخبار للقنوات…
حدثني عن عزوبيته ورغبته بإستكمال نصف دينه ولو تحت القصف وقد فعل.
وعدني بأكلة لحم جمل في دوما بعد التحرير…ولكن القدر كان أسرع مني ومنه..
يشهد الله أني لم أرى منه إلا الإخلاص و التفاني و الصدق. كان صاحب همة وعزيمة.
الله يرحمك يا محمد ويتقبلك ويجمعني بك تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله..
لا يمضي أسبوع دون أن نودع أخ أو قريب أو صديق…
يارب هذا حالنا لا يخفى عليك….يارب هذا حالنا لا يخفى عليك
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
وداعا أيها البطل ... لفقدك تدمع المقل
بقاع الأرض قد ندبت .. فراقك واشتكى الطلل
ففي الدنيا تلاقينا ... وفي الأخرى لنا الأمل
رحمك الله يا أبو محمد وتقبلك في الشهداء وجمعنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله...
- التفاصيل
- كتب بواسطة: غياث بلال
...فالتحدي القادم في البلاد العربية عموماً وفي سورية بعد سقوط النظام خصوصاً، سيكون في تحويل الصراعات بين المشاريع والتيارات الفكرية المختلفة على أرض المعركة إلى صراعات سياسية تحت قبة البرلمان في إطار دولة تتسع للجميع، مما سيتطلب مهارات وقدرات كبيرة في صناعة التوافقات والتحالفات للوصول بالمجتمعات العربية إلى بر الأمان.